ذكرى من الزمن الجميل

الأخوة الكرام لكم التحية
قال تعالى (ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا ).
وقال الشاعر :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ***** ولو رام أسباب السماء بسلم .
لما كنا بالمرحلة الابتدائية عاصرنا عددا من الأساتذة الأجلاء منهم من ذهب كغيره دون أن يترك أثرا في النفس ،والبعض الاخر فرض نفسه فرضا ، اما بأسلوبه المتميز في التدريس أو بشخصيته القوية أو بالخوف من بطشه والأستاذ قرين رحمه الله كان من الفئة الثالثة .
اذا ذكر اسمه وجلت قلوب التلاميذ واذا نظر اليك أصابتك أعراض الملاريا (ارتفاع في درجة الحرارة ، عرق ، رجفة )بالاضافة الى حكة في موضع الجلد (بفتح الجيم وكسر اللام ).
وعرف الأستاذ قرين على النقيض من زملائه الأساتذة بالامتحانات الفجائية ، وجائت الطامة الكبرى وأعلن الأستاذ أن هناك امتحان يوم غد فليستعد الجميع ، تمنيت لو أن ذلك اليوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، اتفقت وبعض الأخوة الرواسة على الزوغان عن طريق المرض الصباحي ، وكنت قد عانيت في صغري من مرض الكتكوته لفترة طويلة ،وخرجنا نحمل دفتر المرض الصباحي قاصدين العيادة أملا في ان نكتب من الناجين (الراحة التي تكتب من قبل الطبيب وأظنه العبد ابوكوع )، فتمارضنا وادعيت القحة ولكن في تلك الحظة العصيبة حتى القحة عاندتني وجاء السعال مفتعلا وواضحا، اما باقي الزملاء (اشقدي - وردة - دوسنتاريا وكل أمراض المناطق الحارة ) ولكن هيهات لم تنطلي تلك الحيل، حتى الدكتور يعلم عن الامتحان (تفشى الخبر وذاع وعم البوادي والحضر ) وقال بالحرف الواحد انتوا زايغين من امتحان قرين ،ورجعنا نجرجر أذيال خيبة الأمل ولكن على الرغم من ذلك اثرنا الغياب ودفن رؤسنا في الرمال .
ولسوء الطالع والحظ العاثر لم يحضر قرين الى المدرسة في ذلك اليوم لسبب ما ، وتم تأجيل الامتحان ، وفي صبيحة اليوم التالي نادى المنادي في الطابور على أسمائنا وكان ذلك المنادي هو الأستاذ الشيخ ابراهيم شريف بذلك الأسلوب المتهكم ، الملئ بالسخرية والضحك وشرح سبب غيابنا لباقي الطلبة وهو التهرب من الامتحان ، ونودي على أصحاب العضلات المفتولة (العايدين )(الكنبة الورانية )وحملونا أربعة منو وتناوب الاساتذة في عملية الجلد ولسان حالهم يقول أنتم شر مكانا .
لقد كان موقفا لايزال عالقا في الذاكرة ولسان حالنا يقول :
اذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة ***** فأفرغ لها صبرا وأوسع لها صدرا
فان تصاريف الزمان عجيبة ***** فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا
ولكم تحياتي .....

الاخ عمر عباس لك الشكر كله وأنت ترجع بنا لتلك الذكريات بارك الله فيك
وحقيقة لم نتعلم من حركات الرواسة ما تعلمته انت منهم ولم نفكر في تلك الحيلة والدهاء رغم ما جاءت به من عواقب 00
وإن لم تخني الذاكرة ذات يوم سأل قرين سؤالا واحدا في حصته فلم يجب عليه كل الفصل إلا طالبا واحدا أظن أنه عمر عباس الطيب نفسه أنت يا عمر أرجو التصحيح إن كنت غير مصيب ونال الفصل كله علقة كاملا لا تنسى أبدا وبمعاونة من الزبير على ما اعتقد وكان الجلد على فخذ الساق في منطقة العضل يا لها من قسوة وهو عقاب لن ننساه أبدا رحم الله الاستاذ قرين (( عبد المنعم قرين )) 0

يا لها من ذكريات رائعة يا ابو مصعب متعك الله بالصحة و العافية .. و لعلى فى هذا الموقف و الذكريات عن المدارس و المدرسين و الزوغان والتمارض اذكر لك قصة طريفة حكاها لى احد المدرسين من الذين احيلوا للمعاش الان هو الاستاذ الجليل والمربى الفاضل محمد احمد حميدة على وهو طبعا خال عمر حكى انه عندما كان بالصف الرابع اولية كان من النوع الذى يتربص بدفتر العيادة وله قلمان زرق و احمر و كان يجيد و يحسن تقليد الخطوط ، فعند خروج الطلبة (المرضانين) و معهم دفتر العيادة يتبعهم حتى (الشفخانة) و لا يدخل معهم للحكيم و عند خروجهم و بعد ان يكون قد عرضوا انفسهم على الحكيم وكتب لهذا راحة و علاج و لذلك فقط علاج ، يأخذ هوالدفتر و يكتب اسمه و يحدد لنفسه نوع العلاج و الراحة و يسلم بيديه دفتر العيادة للمدرس ويذهب مع دعاء المدرس له بالشفاء وعندما تكررت حالات العلاج و الراحة ، كتب المدرس للحكيم فى ورقة ارفقت مع الدفتر بالافادة عن حالة الطالب محمد احمد حميدة على ان كانت تستدعى علاجه بالمستشفى ، ولم يعرف الاستاذ حميدة بشأن الورقة وكعادته فعل ما يفعله يوميا .. و الطامة انه قد كتب علاج وراحة اليوم و فى نفس الوقت جاءت الورقة من الحكيم ، ان هذا الطالب لم يحضر الى الشفخانة مطلقا .. و بيده قدم دفتر العيادة و معه الورقة التى استلمها من زميله دون ان يعرف محتوياتها ، فكانت الطامة ، ونال من العقاب ما نال ومن والده بعد ذلك...
فسألته و انت الان معلم ، فضحك و قال لا يستطيع طالب ان يلعب عليه و ان يزوغ ..
تحية للاستاذ محمد احمد حميدة على وهو من الرعيل الاول ومن الاساتذة المتميزين والمتمكنين من علمهم ويمتزج هذا بروح الدعابة والظرف و قد قضى فترة من الزمن بتبوك وهو الان بالعكد..
و لعلى اذكر طرفة اخرى مرت بى وانا معلم بمدرسة الرجاء الثانوية بنات بالخرطوم عندما علمت ان احد الموجهين موجود بالمدرسة ليدخل معى الفصل للتوجيه و التفتيش وحينها اصبت بحالة من الرعب و الفزع خاصة اننى لم اجهز للحصة و احضر لها لوجود موجه فجئت و أنها حصة عادية زى ملاح البيت طبعا غير لما يكون معاك ضيف وعندما لم اجد مفرا او عذرا توكلت على الله بعد ان كنت احسب الدقائق لقرب بدء حصتى كما ينتظر المحكوم عليه بالاعدام لحظات الاعداد و تجهيزه للموت ، وانا فى طريقى الى الفصل اضاحك الاستاذ الموجه و قلبى يكاد يقع مع كل خطوة نحو الفصل ، فاذا بالاستاذ (عبد المنعم) الموجه يسألنى يا ربى يا استاذ أحمد فى داعى اخش معاك ؟
تفاجأت ، و قلت له ولماذا اتيت ؟ فقال لى و الله بصراحة ..
اول حاجة خبرتك اكثر من عشرة سنين تدريس يعنى انت براك موجه و الثانية ودى الاهم كلنا نحن الموجهين جينا عشان الفطوررررررررررررررر ، وطبعا فطور الموجهين غير .... فلم يدخل معى الحصة وقد كان رجلا نكته وظريفا من اهلنا الرباطاب ... و التحية للسادة الموجهين فانهم يؤدون عملهم بأمانة وشرف و لكن كانت هذه فلته من الاستاذ (عبد المنعم) لكى يزوق من حصته فقدكان مزاجه غير رايق وقد اختير اختيارا ليكون مديرا لمدرسة الخرطوم النموذجية الثانوية..وتحققت فى عهده طفرة تعليميه بالمدرسة
فيا استاذى ابومصعب هذا شأن المعلمين فما بالك بالطلبة ?

الأخ الخلوق عوض محمد أحمد لك التحية
أنت مصيب فيما ذهبت اليه ... وتذكر ياأخ عوض ذلك التنافس الكبير على المراكز الأولى بين الأخوة /عوض محمد أحمد ،محمد صالح مجذوب ، علاء الدين محمد أحمد وشخصي الضعيف ... كانت أيام لها ايقاع .. نسأل الله أن يجمعنا بكم في حبه وطاعته .
ولك تحياتي ...

الأستاذ أحمد مجذوب لك التحية
لك الشكر على اثراء الموضوع والاضافة ، وتحية اجلال وتقدير للمربي الفاضل والرياضي المتحمس والاداري الناجح الخال محمد أحمد حميدة .
وعلى ذكر الطرائف يقال ان الأستاذ حميدة في يوم من الأيام ضرب أحد التلاميذ ( كف ).....
وادعى ذلك التلميذ أن الهواء أصبح يدخل من الأذن اليمنى ويخرج من الأذن اليسرى وجاء ولي أمر ذلك الطالب واحتد النقاش وكاد الأمر يتطور لولا تدخل الأجاويد .
وأيضا على ذكر مدرسة الرجاء سقى الله تلك الأيام فقد جمعتنا بالاستاذ ابراهيم عبدالله (حنكشة ) والاستاذ محمد هاشم (الحلبي ) واللأستاذ عبد المنعم ، نسأل الله أن يمتعهم بالصحة والعافية والذكريات صادقة وجميلة .
ولك تحياتي ....

و على ذكر الكف استاذ: ابو مصعب ، اذكر اننا عندما كنا بمدرسة الخدمات التوسطة وكان استاذ العربى ويسمى السر كان شرسا جدا وهو مفتول العضلات وكنا نخافه جدا لحدة صوته و قوة ضرباته فكان بالفعل من النوع الذى اذا ضرب اوجع ولايخلوا مع هذا من قوة العلم و الادب والرياضة و اللباقة و الفطنة كلها اجتمعت فى هذا الاستاذ ..فقد ضرب احد الطلاب و اسمه عادل الحلفاوى كفا .. فما كان من الطالب وهوفى حالة من الرعب والخوف و الفصل كله .. الا ان قال و العيون ملئا بالدموع (استاذ ادانى سنت) بلهجة الحلفاويين.. اذكرها به به كل ما التقيته .. والا الان يقول ان ادانه سانة و يضحك .. ولكنه يقول لولا ذاك الكف لما عرف الفعل المضارع من الفعل الماضى

الأستاذ ابورحاب لك التحية
تحدثنا فيما مضى عن طرائف من الزمن الجميل ، على الرغم مما تحتويه من القسوة، وأحسب أن المقولة المشهرة للأساتذة ( لكم اللحم ولنا العظم ) قد تلاشت من عقول أولياء الأمور وأصبحوا يطلبون اللحم والعظم ( حتى لو كان قيقم ) .
هل أصبح التلاميذ متفتحي الأذهان ومتوقدي الذكاء ولايحتاجون الى العصا ، أم ان الأساتذة أصبحوا أقل شأنا من أن يوكل الى مهامهم مهمة التربية والتوجيه ...هل تغيرت المفاهيم .. أم أن للأمر علاقة بالتكنولوجيا وتطور أساليب العلم ....أم هي حقوق الانسان ..سؤالي موجه للأساتذة .
ولكم تحياتي