| الآباء والأبناء .. و الطاؤوس | |
|
+6هيثم الفاضل ميرف محمد النجومي المرضي أحمد أبشر عوض محمد أحمد ام نون احمد مجذوب الشريفى 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
احمد مجذوب الشريفى عكلدي متميز
عدد المساهمات : 800 تاريخ التسجيل : 03/03/2009 العمر : 61
| موضوع: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 5:24 pm | |
| فى البداية لكم التحية جميعا هذا الموضوع من المواضيع التى شغلتنى فترة طويلة و ردحا من الزمن ولكنى لم أجلس عليه لأنظمه و أرتبه ، ويرجع هذا الى تاريخ سابق حيث كنت أعمل حينها بجريدة الراية ، و قد دار نقاش بينى والاستاذ الفاضل اسحق احمد فضل الله شاركنا فيه الاستاذ: عادل فتح الرحمن والاستاذ: ابوبكر الصديق محمد الأمين البشير .. وانقطعت المناقشة ، ومنذ ذلك التاريخ و قبل الانقاذ بايام معدودة بدأت أعد للموضوع لجريدة الراية ، فحالت دونه الكثير من العوائق و العقبات فانقطع معها حبل الافكار ، حتى جلست مع نفسى بعد رمضان و بدأت معه التنقيب والبحث فالموضوع طويل سأقسمه على عدد من الأجزاء حتى يتمكن الاخوة من المناقشة و المداخلةالتى من المؤكد أنها ستفيد فى باقى حلقات الموضوع ....فالى الموضوع... كثيرة تلك القصائد الشعرية والقصص التي ظلت عالقة بأذهاننا ، منذ أن كنا بالمدرسة الابتدائية ، وظللنا نردد ألحانها ونحن كبار وما زلنا و بالأمس و نحن قادمون من إحدى الحدائق ، سمعت زوجتي تردد "دجاجتي تلقط الحبة" ، ومن تلك القصائد: لي قطة صغيرة .. سميتها سمــــــــيرة تنام بالليل معي .. وتلعب بأصابعي بشعرها الجميل .. وذيلها الطويــل و تلك القصة التي لم أفهم مغزاها حتى اليوم "مسعود ذبح الخروف" ام الخروف ذبح مسعود و مسعود فوق العود ، فقد بحثت عن ذلك الكتاب المدرسي فيما بعد ، ولم أجده ، لأتمعن لعلى أتمكن من فهمها ، و ما أروع قصيدة صديقنا منقو و نخلاتي .. نخلاتي ، الشاهد فى الأمر أنني توقفت كثيرا عند قصيدة الطاؤوس و التى قال فيها شاعرها: مشى الطاووس يوما باختيال *** فقلد شكـــل مشيته بنــــوه فقال علام تختالون؟ قــــــالوا *** بدأت به ونحن مقلــــدوه فخالف سيرك المعوج واعدل *** فإنا إن عدلت معدلــــــــــوه أما تدري أبانا كل فرع *** يجاري بالخطى من أدبــــــــــوه وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبــــــــوه و لا أظن في الشاعر إلا الظن الحسن وأنه ما قال هذه القصيدة إلا ليحث الآباء للانتباه لأبنائهم و تنبيههم بأنهم يجب ان يكونوا القدوة الحسنة ، و أن ما يفعله الآباء سيقلد من قبل الأبناء و بالتالى عليهم بإتيان الفعل الحسن و التصرف السليم خاصة و أن الأطفال و منذ اللحظات الأولى عندما يبدؤون استكشاف الحياة يكونون مقلدين لآبائهم و أمهاتهم ومن هم أكبر منهم سنا .. مع علمنا يقينا أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان شديد الاهتمام بهم و رعايتهم وقد حرص على تغيير عادات الجاهلية في الاحتفال بالمواليد :عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لِأَحَدِنَا غُلَامٌ ذَبَحَ شَاةً وَلَطَخَ رَأْسَهُ بِدَمِهَا فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ كُنَّا نَذْبَحُ شَاةً وَنَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنُلَطِّخُهُ بِزَعْفَرَانٍ . وكان صلى الله عليه و سلم يحض على حسن اختيار الأسماء، ويكني أهل الطفل باسمه، ويجلسهم علي حجره وفخذه ويشفق علي مرضاهم .. القصيدة و الإتجاه آخر: بقدر حسن الظن فى شاعر هذه القصيدة وفطنته إلا أنني سأذهب ملتمسا اتجاها آخر ، فقد تبين لى أن الشاعر لم يستنهض همم الآباء و لا حث الأبناء على التفكير و فتح الدروب والطرق و المسالك ، كل حسب ما آتاه الله من عقل ، بل قيدهم بالتقليد الأعمى . وفى فهمى السطحي تكون القصيدة قد جعلت الابن "نسخة كربونية" من أبيه وآبائه ، وهنا توقفت فالأب جزء من سلسلة تربوية و تعليمية وموجهات يلتقطها الأبناء و كل يلعب دورا فى أسلوب التربية أسرة البيت حلقة .. الأم ليست بالضرورة من بيئة الأب (بيئة التربية و التنشئة الأولية حتى و لو كانت من الأقارب) و تلعب دورا اكبر فى تربية الأبناء ، و هذا ما أسقطه الشاعر فى هذه القصيدة ، وكثير من نماذج الأمهات تصدين لتنشئة وتربية أبنائهم بينما غاب الآباء كليا أو جزيئا ، و حتى مع وجود الأب ، دور الأم ورسالتها أعظم من دوره ، ولعل وجودها المباشر بكل مقوماته الرقابية و الإشرافية ، دخولهم و خروجهم ، ما يعلنون وما يخفون ، ونظرتها على الأبناء و تصرفاتهم و أفعالهم اقرب منه لعوامل كثيرة ، و الطفل يتعلم منها وهو فى بطنها ، ثم و هو يرضع ، وهو يتعلم الحبو و المشى ، حتى إذا شب ، تلقف الأب الولد ، و البنت لاذت بأمها ، وكلاهما فى مسيرة حياتهما تبقى الأم هى العنصر الأهم ...و حجر الرحى ، وإن جهلت و لم تتعلم ، يكفى أنها العين التى ترصد وتسجل و تبلغ .. إن عجزت عن تقويم خط أبنائها قَد تَضرب الأُم الرؤوم طِفلَها فَهَل يَذم ذو رَشاد فعلها لعلمهم بِأَنَّها شَفيقــــــــــــــــه عَلى بَنيها وَبِهم رَفيقــه وَإِنَّما تَضــــربه لنفعــــــــــه وَزَجره عَن غَيهِ وَمَنعه لأَنَّها أَعلَم بِالمصالح مِنـــــهُ وَأَهدى للسبيل الواضِح (ابن الهبارية) الأخوة: دورهم كبير فى تشكيل كل فرد من مجموعة الأسرة ، غير دور الأب والأم ، فى كل حالات هذا الفرد منذ الولادة و حتى يبلغ من العمر عتيا ، وما يكتسبه منهم وما يكتسبه خارجا .. وما يتعلمه. أو من فتى نجد شهم الفؤاد رأى هضم الضعيف بها ناطت به البعد يا صاحبيّ قفا واستخبرا وسلا أين الكرام وأين الاخـــــــــوة الودد و بين الإخوة نجد فروقا واضحة فى التربية و التركيبة النفسية و مستوى التعليم والتعلم واكتساب المهارات والمعارف والخبرات، و هذا يظهر اختلاف أساليب تعاطيهم مع الحياة و طرق تعاملهم مع أمورهم الخاصة و أمور غيرهم .. البخل، الكرم، العصيان، الطاعة، النبوغ و البلاهة، كذلك الأنانية و الحب للآخرين.. حب الأسرة والنفور ، ففى الأسرة خليط و أشتات و أشياء شتى . ابن معاكس و أخر طيع ..ابن صالح و آخر عاق .. ابن يؤدى صلواته فى المسجد و أخر يعاقر الخمر و النساء ، ولنا فى سورة يوسف عليه السلام أكثر من شاهد {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } يوسف7 {وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يوسف69 ، و التفسير أن الإخوة حسدوا يوسف و أخيه فهل كان الأب (يعقوب عليه السلام ) حاسدا وهو نبى؟؟ و لماذا تشيعوا و تحزبوا ضد بعض اخوانهم؟ أليس الأحرى أن يجاروا الأب {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف8 و بالأخوة يختبر شأن الأسرة وحالها: إذا أردت حرة تبغيهـا كريمة فانظر الى أخيها ينبيك عنها والى أبيها فإنأشباه ابيها فيها الأهل والأقارب: حلقة تكمل حلقات العقد الأسرى ، من جهة الأب والأم (عمومة وخؤولة) المدرسة حلقة .. والمجتمع يشكل مجموعة حلقات مترابطة أحيانا و منفرطة أحيانا أخرى حسب نوع ونمط المجتمع ، أكثر انسجاما و قد يكون أكثر تفككا ، و على هذا كل فرد يحاول ان يبنى و ان يصنع لنفسه مكانا ، فإذا كان كل فرع يجارى من أدبوه لتكررت النسخ للأب بعدد الأبناء و الأحفاد ، و الحال كذلك للمعلم بعدد طلابه.. فكل واحد من هؤلاء معلم و مؤدب و مربى ، الأب نفسه قد يكون نموذجا غير صالح لتنشئة أبنائه و فيه كل العبر اللآ أخلاقيه و قد تجد أبناؤه نموذجا يحتذي ، و بهم يضرب المثل بينما تجد أبا آخر نموذجا للورع والتقوى و الصلاح والإيمان و حب الخير و غيرها من العبر الأخلاقية الدينية الحميدة و أبناؤه او واحدا منهم مخالف لنهج و طريقة الأب تماما ، كما فى قصة ابن نوح عليه السلام {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ونادي نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ـ42ـ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ 43}هود من يكون نموذجا للآخر؟: كثير من الآباء لم يرتكب فاحشة ولم يتعاطوا التمباك ولا الدخان و كثير من الأبناء من فعل هذا و ذاك و ما هو اقبح من الدخان و التمباك ، أباء يدخنون ويجاهرون بالمنكرات و فعل الفواحش و المعصية ، و أبناء ينهون إبائهم عن فعل مثل ذلك و كثير فى مجتمعاتنا الأمثلة التي يكون فيها الابن داعيا أبيه إلى ترك المنكر ، و فى القرآن دائما لنا عبرة ، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74 و معلوم بالضرورة أن الأب يتمنى دائما أن يكون أبناؤه أفضل منه فى كل شئ {وبَنِينَ شُهُوداً }المدثر13، لهذا تجده يسعى ويضرب في الأرض مجتهدا لتعليمهم و تغيير ظروف حياتهم، ويفعل ما يستطيع ليحسن تنشئتهم و تربيتهم ، ألا ترى معي أن سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ تمنى أن تكون ذريته أئمة للناس {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124 و جاء فى "التفسير الميسر" تفسيرا لهذه الآية ، واذكر- أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين و قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه خير شاهد على عدم صحة قول الشاعر "يجاري بالخطى من أدبوه" {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114 و سيدنا على بن ابى طالب ـ كرم الله وجهه ـ لم يتذوق الخمر و لم يسجد لصنم ، أليس أباه قد سجد للصنم و تقرب إليه؟ خالد بن الوليد خرج من عباءة أبيه و أجداده .. مصعب ابن عمير ، و كل الصحابة الذين هداهم الله ، ألم يخالفوا قومهم و آباؤهم ، فآذوهم وعذبوهم ..الأب يعذب ابنه !!.
لن أعيش فى جلباب أبى: كل واحد من الأبناء يحاول أن يشكل نفسه ، منذ اليوم الأول لولادته تجده يختلف و لو ظاهريا عن باقي إخوانه ، {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } يوسف7 ، و الحال كذلك ، فكل جنين في بطن أمه له طريقة ووضع خاص ، تعرفها الأمهات و الحوامل ،تختلف بين كل حمل وحمل ، فمنهم من يشبع أمه ركلا و من يجوب بطنها صعودا و هبوطا لا يكاد يستقر ، و غيرهم يلتزم الهدوء و السكينة ، حتى يحسبن أن بهم سوءا فيظنن في أنفسهن الظنون . الله سبحانه تعالى لم يجعل خلقه من البشر على درجة واحدة ، بل جعلهم درجات وفضل بعض عباده على بعض ما شاء من التفضيل ، و التفضيل درجات ، و رفع من عباده ما شاء أن يرفع: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253 ، وفى آية أخرى {انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً }الإسراء21 ، و التفضيل فى كل شئ ، فى اللأكل ، العلم ، المال.. البنون و الجسم ، و غيره مما سخره الله لبنى آدم ليرى أيشكرون أم يفكرون و بقدر الشكر للنعمة تكون درجة العبد فى الدنيا و الآخرة و الله أعلم ، و هكذا حال الكفر والإشراك ، فالجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى و أعلى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفا عته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
و النار دركات { {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }النساء145} .و الدرك الأسفل هو قعر النار ، فدرك فرعون غير درك الوليد بن المغيرة ، غير درك أبو جهل ، والذين يمنعون الماعون {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }المدثر42 ، و أول الدرك جهنم وهى تجهم في وجوه الرجال والنساء فتأكل لحومهم ، وهو أهون عذابا من غيره . ولو كان الأمر كما قال الشاعر لما أصبح لهؤلاء الأبناء من صفة يتصفون بها و لا علم ينتفعون به ، فلا منافسة إذن ولا امتحان ، كطائر الببغاء يردد ما سمعه ، وكذاك الطاؤوس الذي اعتبر رمزا للتفاخر و التباهي و الخيلاء ، فكيف يسعون و يضربون في الأرض و لا هدف لهم ، فأي قيمة لهم وهم على درب أبيهم إن أحسن أحسنوا و إن أساء أساؤا {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15 ، {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }الأنعام83 ألا تتأمل معى هذه البيات الشعرية الرائعة التى نظمها "عنترة بن شداد" : وَقَد طَلَبتُ مِنَ العَلياءِ مَنزِلَةً بِصـارِمي لا (بِأُمّي) لا وَلا (بِأَبي) فَمَن أَجابَ نَجا مِمّا يُحاذِرُهُ وَمَن أَبى ذاقَ طَعمَ الحَربِ وَالحَرَبِ
نواصل ان شاء الله
| |
|
| |
ام نون مشرف
عدد المساهمات : 396 تاريخ التسجيل : 31/03/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الأربعاء ديسمبر 16, 2009 11:18 am | |
| [color=blue]الاخ احمد مجذوب السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بقلوب ملؤها المحبه وافئده تنبض بالمودة وكلمات تبحث عن روح الاخوة نقول لك اهلا وسهلا اهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة نضى سماء الامل فرحة بوجودك بيننا فمرحبا بك بين اهلك اخى حقيقة انت مرجع ودائما مواضيعك دسمه وبها عبر كنا نفهم ان الابناء على قول الشاعر ينشئون على افعال وتصرفات ابائهم لكن وصفك للموضوع بدراسة ودليل قرانى تدل على انك انسان مقتدر على تمحيص المواضيع واعطائنا النتائج الحقيقيه وحديثك كله مفهوميه ليس كل شى يعمله الاباء يشبون عليه الابناءوذى ما ذكرت كل طفل يريد ان ينمى شخصيته بطريقه مختلفة وعندى مثال لذلك فى نون ونبأ كل واحدة شخصيتها تختلف عن الثانيه كل طفل يريد ان يكون شخصيته بارادته تسلم الاخ احمد على هذا الموضوع النير وجزاك الله خيراً[/color] | |
|
| |
عوض محمد أحمد عكلدي متميز
عدد المساهمات : 1679 تاريخ التسجيل : 10/02/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الخميس ديسمبر 17, 2009 8:33 am | |
| الاخ الأستاذ احمد مجذوب موضوعك جد مهم جدا نشكرك على الطرح بارك الله فيك 000 ومسألة القدوة لا يصلح لها فرد واحد ولا جهة واحدة فهناك عدة نظريات لعلماء التربية في هذا الخصوص ومن فلسفاتهم ان الطفل ومنذ صغره مادة وعقل يحتاج كل شق منهما لمن يقوم عليه ويهتم به 000 وبعد كبره تحتاج العواطف من يقوم عليها وكذا العلم والمعرفة من تحتاج لمن يقوم عليهما .. عليه الموضوع له مكوناته المتشعبة ويجب ان نحسن الربط بينها ليكون الناتج أكثر إيجابية 0000 أب 00 أم 000قرابة بالدرجة الاولى 000 مجتمع محيط 000 أهل 00 أصحاب 000 مدرسة 000 كلها مجتمعة لان المعتقدات والحقائق والخبرات التي يكتسبها الطفل ليست من غرس المعلم فقط بل هي نتيجة للمجتمع الذي شب فيه الطفل 000
وأنبهك حبيبنا أن طول المقال يقلل من القراء فحبذا لو تضغط الموضوع شوية | |
|
| |
المرضي أحمد أبشر عكلدي متميز
عدد المساهمات : 1306 تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الخميس ديسمبر 17, 2009 10:25 am | |
| الأستاذ أبورحاااااااااااااااب مليار ترحاب أختيارك من نوع فريد الموضوع مفيد جداٌ و قد قيل : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، و العلم في الكبر كالغرز بالإبر بس هنالك خطوات يجب أن توفر بيئة مناسبة يعيش فيها الطفل ومن أهم الأشياء التي يتبعها الأباء في تنشئة الأجيال أولا : سعادة الزوج والزوجة لها أثر كبير في ذلك ثانيا: التأديب ثالثا: أظهار المزيد من الحب للطفل رابعاٌ: أن تخصص بعض الوقت لطفلك خامساٌ: أن تعلم طفلك الصواب من الخطأ سادسا: الأحترام بين جميع أفراد الأسرةضروري سابعاٌ: تقديم الحلول والنصائح لطفلك لكي لا يتسبب لنفسه في أي مشكلةمع أصحابه ثامناٌ: توضيح الحقائق كاملة لطفلك تاسعاٌ: أتاحة مزيد من الأستقلالية لطفلك عاشراٌ: ودا أهم شيئ الأستماع لطفلك فعلى الأباء والأمهات أعطاء جل أهتمامهم ومحاولة أدارك وجهات نظر الأطفال ولك كل الود . | |
|
| |
محمد النجومي نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1494 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الخميس ديسمبر 17, 2009 12:42 pm | |
| ابــورحاب : رحلت وجـيت في بعدك لقيت كل الارض منفى ... اشتياق بعد ريش الطاؤوس مشى الطاؤوس يوما في فقلد نفس مشيته بنوه .. وليس الفتى من يقول كان ابي ولكن الفتى من يقول هاانا ذا!!! .. لكن كل فتاة بابيها معجبة !!... وهذا الشبل من ذاك الاسد !!؟ لاتفارق التنشئة .. -الحرية + مزيد من الرقابة + القرب + التوجيه = تنشئة سليمة وماافادتنا به كتلوج للتربية الحسنة السليمة .. زادك الله علما وبارك فيــــك | |
|
| |
احمد مجذوب الشريفى عكلدي متميز
عدد المساهمات : 800 تاريخ التسجيل : 03/03/2009 العمر : 61
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الخميس ديسمبر 17, 2009 4:08 pm | |
| جزاكمالله خيرا ، ام نون الرائعة دوما ، استاذعوض ، و استاذ مرضى ، استاذ محمد النجومى اشكركم على ردودكم التى اعطت الموضوع بعدا آخر .. فقط اقول للاستاذ عوض ، كثيرة هى النظريات التربوية و الفلسفات التى عنيت بجانب التربية من ناحية و التعليم من ناحية أخرى أو كليهما، ولكنى فقط أردت أن أوضح أمرا كان يوما ما من ضمن مناهج وزارة التربية و التعليم، ، و رأيت أن فى هذا الأمر خللا ، وقد شاركنى الرأى الاستاذ عبد العظيم أحمد سعيد ، و الاستاذ: الشيخ شريف و الاستاذ: ابراهيم الخير غير من ذكرت من الاساتذه اعلى الموضوع ، فلهذا رأيت أن اغوص قليلا لست كمحترفا للبحوث ولكنى اجتهد قدر ما استطيع فالموضوع طويل و البحث كبير .. وقد رايت أن اقسمه الى أجزاء حتى لا يمل القارئ ولكن ترابط بعض الفقرات مع بعضها ، يجعل من فكه امرا فيه صعوبة خاصة و ان الغائب من الأجزاء يقود الى استنتاجات أخرى لدى القارئ ، و قد يسبق رده و ما فيه من نقاط ما يحتويه الموضوع من جزيئات أخرى قد تكون نفس التى توصل اليها الكاتب فمصادر العلم و المعرفة قد تكون متقاربة .. نقطة أخرى "القدوة" وهى أمر بالغ الأهمية الا أننى أردت أن اوضح أمرا آخر قد تدخل القدوة فى بعض جزيئاته ، وهو المفهوم الذى جاءت بالقصيدة من تقليد و اتباع للاباء..فأردت ان أوضح جاهدا و مجتهدا أن الابن ليس كالأب و ليس الابن مقلدا لابيه لا فى سابق عهدنا و لا حاضره ولا العهود التى تأتى لاحقة .. الاب كيان والابن كيان أخر..وهذا ما سيتضح أكثر جلاءا فى باقى حلقات هذا البحث ان شاء الله اما التعليم و التعلم كما أوضح الاستاذ مرضى فهو أمر خطورته تأتى من فهمنا لدورنا كأباء فى المقام الأول وكما أشرت هو جزيئات من مراحل التعلم للابن .. ومرة أخرى نقطتى هى هل الابن كالأب هل يجاريه؟ هل يقلده فى كل شئ ؟ هنا مربط الفرس وهنا نقطة البحث.. | |
|
| |
هيثم الفاضل ميرف عكادي فعال
عدد المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 11:04 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله الاخ احمد احيك علي الاختيار الجيد للموضع لتطرحه علي اباء وامهات اليوم والغد لا شك ان للاب دور عظيم في صياغة شخصية ابنه وسلوكه وحتي دينه فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يولد الانسان علي الفطرة فابواه ينصراه اويهودانه او يمجسانه دلالة علي انه ياستلهم منهم اول قوته الروحي فان كان خيرا منهم وان كان شرا منهم وقد سشكي رجلا ابنه لعمر ابن الخطاب لضربه اياه فسال فسال امير المومنين الولد فشكي الابن ابوه انه اباه سماه جعلا وتركة مع البل طيلة عمره فقال لاميرالمومنين نظنك جملا فضربك الا ان لما كان الانسان مدنيا ومحبا للخلطة كان قابل لان يتعلم من غير الاب من الاصدقاء ومن المدر سة ولزا وصي الله سبحانه علي لسان نبيه بلاختيار الجيدد للجلساء فقال صلي الله عليه وسلم انما مثل الجليس الصالح وجليس السو كحمل المسك ونافخ الكير مرشدا اينا لاختار الصلاح | |
|
| |
ود رحمة عكلدي متميز
عدد المساهمات : 334 تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:51 pm | |
| الأستاذ الكبير أحمد مجذوب لااريد التكلم في الموضوع فكل مواضبعك شيقة وممتعة وذات طابع خاص والواحد حقيقة افتقدك كثيرا في العكد فلولا الغربة لكنت أبدعت في شتي المجالات وقد نكون من نفرك لاشك في ذلك ؛صدقني لاأقول هذا الكلام مجاملة ولكن حقيقة مسؤول منها فانا أعرفك جيدا فأسأل الله الله أن يرد غربة الجميع حتي نلحق بالركب الذي فاتنا في كثير من الأنجازات ودمت | |
|
| |
محمداحمدمحمدالامين عكادي نشيط
عدد المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 29/05/2009 العمر : 66 الموقع : لخرطوم بحرى - كافورى م 5
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 5:15 pm | |
| اولا ازجى التحية للاخ احمد مجذوب .. وادعوه الا يغيب عنا كثيرا حتى لا نحرم من ابداعاته ومشاركاته الثرة .. وبخصوص ما ذكره عن الابناء ومدى تاثرهم بالآباء فاقول ان الانسان ذو تركيبة معقدة جدا لا يمكن سبر اغوارها او استيعاب كل ابعادها بكلمات معدودات .. والطفل تتشكل شخصيته بعدة مؤثرات وعوامل .. ويمكن ان نلخص هذه المؤثرات والعوامل فى الاتى : * عامل الوراثة وهذا العامل يرتبط بالاب والام * عامل البيئة والمحيط الذى نشا فيه الطفل فى سنينه الاولى واللاحقة ويرتبط هذا بالمجتمع وموروثاته وتقاليده * عامل التربية والتعليم ويرتبط هذا بالنظام التعليمى والمناهج المتبعة ومن يقومون بالعملية التربوية التعليمية ومدى تحصيله من هذه المناهج ويدخل فى ذلك الان وسائل الاعلام المختلفة والتى تعاظم دورها كثيرا فى الاونة الاخيرة * وفوق ذلك هنالك عامل مهم جدا وهو الخصائص الفردية التى خلق الانسان بها فقد شاءت الارادة الالهية ان يختلف الناس فى خصائصهم الفطرية بحيث تكون هناك خصائص راسخة لدى الفرد لا يصيبها التغيير مهما تبدلت الظروف ونرمز لذلك فى امثالنا بان (( الطبيعة جبل ))
وعموما فان الخصائص البشرية تنقسم لنوعين وهى : خصائص موروثة .. وخصائص مكتسية.. وتتفاعل هذه الخصائص مع بعضهالتنتج لنا هذا الكائن البشرى بكل ما يحمله من خير او شر وذلك حسب ما سطره الله له فى اللوح المحفوظ | |
|
| |
ودالخير عكلدي متميز
عدد المساهمات : 275 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 الموقع : الخرطوم بحرى ..الدورشاب
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الأربعاء ديسمبر 23, 2009 5:54 am | |
| حقيقة احيك من صميم قلبى وانت تختار محاضرة فى كيفية تنشئة الابناء والتى تمر بمراحل مختلفة ...والترية بختلف على حسب المكان والزمان .. لان الطفل هو عجينة فى ايدينا ان تركناها دون توجيه الى الاشياء من حوله ينمو نموا ناقصا ذهنيا ولكن بتوفيرنا وسائل الترفيه التى تعبر عن الاشياء من حوله يستطيع ان يتعامل معها وهى تختلف من عمر لاخر 00 لذلك تجد علماء التربيه يعتمدون كثيرا على الالعاب البسيطه التى توصل الفكرة الى عقل الطفل 00 والتعليم فى الصغر كالنقش فى الحجر 00 والان مع انتشار القنوات الفضائيه اهتمت بعض القنوات بتوفير الافلام والالعاب الالكترونيه لغزو عقل الطفل بكل ما هو ثمين وغث 00 ولا ننسى ان لهم اهدافهم من وراء ذلك بتوجيه الاطفال فى مستقبلهم بما ينزعهم من بئتهم 00 فمثلا فكرة تومى وجيرى التى تجذب كل الاطفال عبارة عن صراع دائم بين الشر والخير وهومتغير بينهم ولكن فى النهايه الاحظ ينتصر الشر على الخير 00 ولو تم انتاج تومى وجيرى اسلاميا لاوصلنا الى اذهان اطفالنا ان الخير هو الذى يغلب فى النهايه 00 وهكذا فى كل افلامهم للاطفال 00 لذا المسالة تحتاج الى وقوف من المسلمين بانتاج وسائل ترفيه تتضمن قيم ومثل الدين الاسلامى حتى يشرب منها اطفالنا وينشؤا فى ظلالها وتعينهم فى مستقبل حياتهم 00 لنا عودة00 | |
|
| |
ميادة مشرف
عدد المساهمات : 205 تاريخ التسجيل : 25/03/2009 الموقع : العكد
| موضوع: رد: الآباء والأبناء .. و الطاؤوس الخميس ديسمبر 31, 2009 10:07 am | |
| لك كل التقدير والإحترام أستاذ أحمد وأنت تعود بذات القوه ودائماً يسطع نجم التفرد من بين طيات مواضيعك التي يغلب عليها العمق في التناول بجانب طرق كل الجوانب التي قد تخطر الي ذهن المتلقي أثناء تناوله لمادتك المطروحه فالقصيده التي ناقشت من خلالها موضوع التربيه وتكوين الشخصيه الذاتيه للطفل وجعلت منها محور الإرتكاز للموضوع قصيده قد مرت علينا جميعنا ونحن في بدايات مراحلنا الدراسيه وبجانب ماتناولت أري أن الشاعر أراد أن يجد تعليلاً لطبيعة تلك المشيه المتبختره للطاؤوس فردها الي أنها مجرد خاطره أومزاج لحظي لأحد أباءها وعندما قلده عليها إبناءه إعتراض عليهم فجاءه الرد بأن هذا فعله فكأنما أراد الشاعر أن ينبهنا من خلال هذا المشهد الدرامي بأن ننظر الي عاداتنا فأغلبها خواطر وفكره طارئه لأسلافنا تناقلناها فباتت سلوك عقائدي وطبيعي لاتشوبه شائبه ولايطاله التغيير .
ولا أعتقد أن الشاعر تعمد إقصاء الأم ولكن ضمنها بدلالة الرجل فأخذ جزء من أعمدة التربيه ليدل علي الكل ولأن الهدف من أبياته توصيل رسائل معينه منها أن السلوك هو أقوي وسيله تعليميه يمكن أن تتبع في التربيه وأن المربي لايملك حجه بأن يعترض علي مافعله بالأسبقيه لأن الأبناء سوف يستخدمونه لتعليل أخطاءهم ولاتركز القصيده علي ماهية المربي وأعتقد أنه أتي بالأب ليوافق صياغة قصيده. | |
|
| |
| الآباء والأبناء .. و الطاؤوس | |
|