منذ الصغر والى الان خالي الاديب ابو رحاب كثيرا مايضايقني بمسألة( البكر) او (العوقه) فكانت مسخرته بي راسخة في ذهني وكانت هي الدافع الاكبر لأكتب في هذا الموضوع المنتشر في مجتمعنا السوداني.
المجتمع السوداني من اكثر المجتمعات قسوة على الابن البكر وبدون مبررفماهو البكر ؟
(البكر) هوالطفل الأول بالنسبة لوالديه, ونتيجة لذلك فقد كانت تقع على كاهله منذ الصغر مهمام كبيره يكلفه بها اهله ,ثم من بعد ذلك مجتمعه , ورغم ذلك لم يسلم من ألقاب اطلقت عليه (جزافا) كالعاده مثل (البكر عوير.. البكر الطيره.. البكر دعاكة الدوكه), حيث تسمى أول طرقه في الكسره اوالقراصه بالبكر , وتكون تخينه ويدعك بها صاج العواسه لتسهيل عملية العواسه ثم ترمى بعد ذلك .
كما قيل لي كان البكر زمان منذ عمر السابعة او اقل يندرش اندراشه شديده خاصه في القريه .. ياولد اربط الحمارة.. اسقي الغنم .. حش القش.. ثم يتدرج شيئا فشيئا حتى اذا وصل سن الخامسة عشر صار ذراع ابيه اليمنى فيشاركه في الزراعه او الدكان ومن ثم يزوجونه ابنة عمه , ومن بعدها يستقر باولاده في منزل ابيه
((يعني ببساطه كده الزول ده موضوعو استحم!!)
*احيانا يترك البكر القريه ويذهب الى المدينه للعمل هناك ويبدا في ارسال المصاريف لأهله , واذا كان غير مسؤول ومباري الفارغات فتتم نبيشته للقاصي والداني من قبل اهله واهل القريه , فيقوم بعض شباب القريه الذين يعملون معه في المدينه بقلع القروش منو قلع وإرسالها الى اهله .. فمجتمع القريه له بالمرصاد دائما .
ويقال عليه (امانة ما إتلوم .. دا حالتو الولد الفي العقاب) في حال ان البكر لا فائدة بنوب بونب كما يقول اهنا الشوام, يتولى المسؤولية الابن الاوسط او الابن الاصغر(الحتاله)والذي عادة مايكون مميزا ومحبوبا فيعلق الناس:
-عاد الله يساعدو.. الحمل تقيل عليهو .. يسوي شنو مع اخوهو المبهدل داك !
من ناحية اخرى فإن البنت الكبيره ايضا تقع على عاتقها مهام كثيره , وكثيرا ما يتوقف تعليمها في السنوات الاولى لتساعد والدتها في تربية الصغاروعادة ما تتولى مهام اكبر اذا توفيت والدتها , او كانت – اي والدتها- مسكينه (ما عندها شدائد) , فتجامل في المناسبات و(تنفس) اخواتها وتعرس لاخوانها.
مهام البكر في المدينه تختلف عنها في القريه قليلا, ففي صغره يقوم بمهمة المرسال ايضا.. ياولد امش جيب الفول.. جيب التلج.. وهلم مراسيل , وهو مستمر في دراسته فإن فلح فيها فبها , وان لم يفلح فيتم إلحاقه يأحد الحرفيين ليتعلم صنعه.
اذا قارنا بين مهام البكر او من ينوب عنه من اخوانه في القريه والمدينه نجد ان المهام تتشابه , فإبن القريه يذهب للمدينه ليعدل الحال المائل ليبدأ من تصليح البيوت ثم الكسوه فالتلفزيون والجنريتر وبابور الزراعه وقبل زواجه الميمون من الضروري ان يذهب بوالديه الى الحج الذي كان مظهرا اجتماعيا اكثر منه دينيا .
في المدينة يسافرالبكر الى بلاد الغربه فيبدأ في انشاء البنيه التحتيه .. تكسير المباني الطينيه وبناء اوضتين مخلوفات حسب الخرطه الهندسيه السودانيه المعتمده لسكان العاصمه زمان
.. استبدال العناقريب بالسراير الحديديه , والكانون بالبوتوجاز , والتلفزيون الملون بدلا عن الابيض والاسود , والثلاجه بديلا للحفاظه .. و‘إدخال التلفون الموبايل بدلا من الهاتف الثابت .. ومن ديك وعيييييييييييك حتى يرجع البكر الى البلاد وهو في ارذل العمر غير مأسوف عيله.
سؤال* إذا لماذا كل هذه القسوه والظلم للإبن البكر ؟