نظرية القرود الخمسة
هذه نظرية مشهورة وستجدها على الكثير من المواقع في الشبكة العنكبوتية بصيغ مختلفة, هاكم مني صياغة أخرى لها مع بعض التطبيقات على واقعنا المحلي
قام أحد العلماء بإجراء تجربة كانت عناصرها خمسة قرود وسلم وربطة موز و عدد من جرادل الماء البارد جدا. بدأ العالم التجربة بوضع القرود في القفص ثم علق في منتصف القفص ربطة الموز ووضع تحتها سلما. وحدث ما توقعه, فبعد مدة قصيرة حاول قرد من المجموعة إعتلاء السلم محاولا الوصول إلى الموز, ولكن ما أن وضع يده على الموز حتى قام العالم برش باقي القرود التي كانت تراقب المحاولة بالماء البارد جدا فاحدث فيها حالة من الرعب والفزع, و قام بسحب الموز فاضطر القرد إلى النزول, بعدها قام العالم بتكرار التجربة عدة مرات . يبرز الموز, يعتلى قرد السلم, يأتي ماء بارد على رؤوس المراقبين, حتى رسخ في ذهن القرود أن أى محاولة لقطف الموز تعني مزيدا من الماء البارد, لذا اصبحت تنهال ضربا على أي فرد منها يحاول الأقتراب من السلم.
قام العالم في خطوة أخرى باجراء عملية تبديل, أى أنه أحضر قردا جديدا لم يشاهد حوادث الماء البارد وأدخله إلى القفص, ومن المنطقي ان يتجه القادم الجديد رأسا الى السلم للإستمتاع بالموز وهو متعجب من غباء زملائه وكسلهم وتركهم لهذه الغنيمة المغربة معلقة هكذا, ولكن هذا المندفع المغرور يفاجأ بالصفعات تنهال عليه فور اقترابه من السلم, وبما ان الموز مغري فهو يحاول مرة اخرى, ولكن في كل محاولة ينال ضربا ولكما, وأخيرا وبعد عدد من المحاولات تخف وتيرة العناد عنده و يفهم هذا القرد الجديد أن منطقة السلم منطقة عسكرية ومن الأفضل الإبتعاد عنها.
قام العالم في الخطوة الثالثة باجراء مزيد من التبديل بإدخال قرد جديد ناله من نال صاحبه من قبل من لكم وصفع ولكن سندهش عندما نجد أن صاحبه الذي سبقه كان في طليعة المهاجمين, وبعد فترة يفهم هذا القرد الجديد الدرس ايضا كما فهمه سايقه, ويكرر العالم عمليات التبديل حتى يكتمل إخراج مجموعة الماء البارد بالكامل ويصبح داخل القفص مجموعة جديدة لم ترش بماء بارد ولكن من مسلماتها أن السلم منطقة محرمة وكل من يقترب منها لابد من ضربه.
قام العالم بعد ذلك بإخراج الموز وإدخال أفراد جدد من القرود ونال كل فرد من أفراد هذه المجموعة ضربا مبرحا عند إقترابه وهو جديد من السلم حتى ولو بدافع اللهو واللعب إذ لا موز في هذه المرحلة
كانت خطوة العالم التالية هي تحريك السلم ليصبح قريبا من باب الدخول مع مواصلة عمليات التبديل الفردية وأنتهت هذه الخطوة بنتيجة مؤداها أن دخول قرد جديد يعني إقترابه من السلم وبالتالي لابد أن يأكل ما قسم له من الضرب واللكم, ثم كانت الخطوة الأخيرة هي إخراج العالم للسلم من القفص. لكن القرود تعلمت أن فتح الباب ودخول قرد جديد يعنى علقة مؤكدة لهذا القرد حتى مع عدم وجود السلم.
خلاصة التجربة ..أصبحت الفرود تنهال ضربا على كل قادم جديد. هذا مع العلم أن المجموعة الموجودة الآن بالقفص لم ترى الماء البارد ولا رأت الموز ولا السلم
تطبيقات هذه النظرية
هناك كثير من الأفعال التي نقوم بها في حياتنا لا نسأل أنفسنا لماذا نفعلها؟؟ ومعظمها يعود لخبرات وتجارب سابقة لآخرين ولكنها إنتقلت إلينا بطريقة ما, وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تفكيرنا ونظرتنا للحياة وبعض هذه التجارب سالب وغير مفيد وبعضها موجب ومفيد. وبعيدا عن الغوص في المضامين الفكرية والعادات والتقاليد هاكم اشياء قريبة المتناول وبإمكان كل واحد منا أن يأتي بعشرات الأمثلة لتصرفات (غير منطقية) نفعلها دون ان نسأل لماذا.
1- ما السر في امتناع الناس عن لبس الشراب مع المركوب؟؟؟ أو لبس الشراب مع الجزمة رفقة الجلابية؟؟ مع حرصهم على لبس الشراب مع الجزمة رفقة البنطلون؟؟
2- لماذا لا يستسيغ الناس شرب الشاي باللبن في الظهر ويفضلونه في الصباح أو في المساء؟؟ ما ارتباط اللبن بالصباح والمساء ؟؟
3- لماذا نحيي بعضنا بالضرب على الكتف والظهر؟؟
4- لماذا لايأكل الناس (المفروك) بالرغيف؟؟
5- لماذا يحمل الرضيع إذا مات ملفوفا في (تبس) أو أعواد حناء؟؟ حاولت البحث عن اصل ديني لهذه العادة فلم اجد
6- بعض النساء في الماضي تمتنع إمتناعا تاما عن نطق اسم زوجها
وهناك شعوب أخرى لديها ايضا الكثير من هذه الممارسات, المصريون على سبيل المثال لديهم مشكلة وحساسية بالغة تجاه (القفا) , البدو يجلسون القرفصاء ولا يمد أحدهم رجله في المجلس ولو كان مريضا, كما يعتبر (كد العظم) في وليمة أمام الآخرين عند هؤلاء البدو أمر مستهجن للغاية وجريمة لا تغتفر.
وإليكم بعض الممارسات الغريبة في الزواج والخطبة لدى شعوب أخرى وهو منقول من بعض المواقع.
مقاطعة التبت لها طقوس غريبة في الزواج والخطبه, فعند اختيار الزوج للزوجة يقوم بعض أقارب العروس بوضعها على شجرة ويقيمون جميعا تحت الشجرة مسلحين بالعصي فإذا رغب أحد الأشخاص في إختيار الفتاة عليه أن يحاول الوصول إليها والأهل يحاولون منعه بضربه بالعصي فإذا تمكن من صعود الشجرة وأمسك يدها, عليه أن يحملها ويفر بها, والعصي تنهال عليه حتى يغادر المكان ويكون بذلك قد ظفر بالفتاة وحاز على ثقة أهلها.
في مدينة بوندا يور جاس تختبر العروس عريسها بوضعه في امتحان قاس وصعب فهي تصحبه إلى الغابة وتشعل النار وتكوي ظهره العاري , فإذا تأوه أو تألم من الكي ترفضه ولا تقبله عريسا لها وتفضحه أمام بنات القبيلة , وإذا كان العكس تعتبره الحبيب المفضل لها والجدير بالحب والزواج .
يحظر على العروس في إندونيسيا أن تطأ بأرجلها الارض يوم زفافها, خاصة عندما تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها. لذا يجبر والدها على حملها من بيته إلى بيت عريسها على كتفيه مهما طال الطريق.
ولا شك أن هناك أصل ما لكل ممارسة, فالقرود كما رأينا أخذت تضرب بعضها لأن الغرض الأساسي كان حماية المحموعة من الماء البارد وكف يد العابثين. .لكن مسلسل الضرب أستمر حتى بعد زوال اسبابه..وهذا مفهوم بحكم الطبيعة القردية والتفكير القردي. غير أن السؤال هو..لماذا نحول أنفسنا إلى قرود ولا نكلف أنفسنا مشقة التساؤل ولا تخطر كلمة لماذا بعقولنا والله قد كرم الأنسان بالعقل؟؟
