والله زمان يالصادق

تذكرناك فان الذكرى ناقوس يدق فى عالم النسيان

تعانقنا فى ساحات المنتدى كعناق النيل بنهر عطبرة .فذاك آتي من الشرق وهذا من الجنوب . التقينا بعد فراق دام لعشرات السنين ومازلت أحتفظ بتلك الصور الجميلة برغم حرقة الفراق وحنين الماضي .فقد نحتت تلك الذكريات على جدار قلبي بمدية لايبليها الزمان ولا الأمكنة التي تبعد البشر عن بعضها البعض

ألتقينا بالأمس في أحدى المناسبات أنا وأسامة الشايب ونصرالدين بشير وأنت رابعنا عبر شريط الذكريات

ذكرناك بخير ذكرنا معك مقرن النيلين الذي يحتضن النيل الأبيض ويتوسد النيل الأزرق . أتذكر أيها الصادق عندما كنا نروح في أذقتها راجعين من الجامعة منهكين من التعب وفجأة نلتقي بأحد سكان الحي أسمه عثمان وهو يترنح ثملا وكأنه درويش في حلقة ذكر وهو يتغني برائعة حمد الريح

حمام الوادي ياراحل يارااااحل

مع النسمه الفرايحية

ثم يفاجأنا عندما نقترب منه بكلمة حمد الريح يااااا

أتذكر دكان اليماني والذي كنا نجتمع فيه لكي نتناول لقمة هنيئه مريئة وهي تحتوى على ماء من الجبن والفول وبعض المحسنات البديعية الأخرى وكأنها مائدة أنزلت علينا من السماء

ذكرنا تلك الحادثة عندما كان أهل المقرن يجتمعون مرابطين لزوار الليل في دكان عم على جوار منزلنا وليس لدينا علم بذلك . فعندما أستيقظت أنا من النوم أعتقدت أن هؤلاء لصوص يريدون سرقة الدكان فصحت بأعلى صوتي الحراااامي الحراااامي فما كان من الناس المرابطين الا أن هرعوا الى داخل بيتنا للقبض علي الحرامي ولكن أخونا حسن قران أتصرف بحكمة فقد أخبرهم بأن الحرامية قفزوا من علي الحائط الى منزل عم السماني (جارنا من الجهة الشرقية )وفي الصباح ما كان من اخونا نصر الدين بشير الا أن قال فينا شعرا فقال

ماشفتوا الحكاية الحصلت علينا أم بارح

تستاهل تكون معموله ليها مسارح

ود عثمان صلاح جانا جاري وصارخ

قال الحقوا للحرامي قبل اللصوص لاتبارح

*******************

أب قران حسن كان أصلوا راس القايدة

ومعروف من زمان مافيه أبدا فايدة

سواها ورقد خلا الخلق متزايده

أيامنا الزمان ماأظنها ترجع عايده

ذكرنا أخي الصادق تلك البراءة التي كانت تجعلناا لا نرتكب أي فعل يعاقب علية العرف . فقد كنا نخبي هوانا حتى ينعكس ذلك في تصرفاتنا البريئة المرتبكة . كنا اذا عشقنا جميلا نظمنا عشقنا شعرا ونثرا . وأذكر تلك الأبيات التي نظمتها في ذلك النيزك الذي لايعكر الصفو وهى

رفقا بصب قد ضناه هواكي

رفقا بقلب يتيم باكي

رفقا بعيني والسهاد هجوعها

رفقا بحب صامت أياك

الأستاذ صلاح عثمان لك في القلب مودة كما يقولون ثبتت كما ثبتت في الراحتين الأصابع فقد كنت لنا أخا كبيرا وصديقا عزيزا بكم ازدهت أيام الدراسة فكانت زهرة أيامنا , سلام على المحبة الوفاء سلام على المقرن وسلام على أهليها وسلام على أخواننا الأستاذ نصر الدين أب علي والأستاذ الأمين سعيد والأستاذ أسامة عثمان البدوي والأستاذ حسن عبد الرحيم , الآ ما اجمل تلك الذكريات ,,, لقد كنا فيها معا أبدا لم يكن يرانا الناس إلا معا , ففيها اختزن الاستاذ صلاح عثمان أجمل الصور وفيها نظم أروع القصائد ,, ( في ذلك النيزك )