عم احمد و شباب العكد

ياعم احمد ... مالك و الجلوس هكذا ... صوت من الماضى او صوت من الحاضر اولعله من المستقبل ....مالى ارى ذقنك على يديك كانما تخاف ان يسقط راسك على الارض او يهوى فى وادى سحيق ... نظر عم احمد الى صاحب الصوت و العصا ترتجف بين يديه الواهنتين .. و العيون لاتكاد تبين ضوء الشمس من ضوء القمر ، الشجرة هل هى شجرة ام لوحة تجريدية رسمها فنان هاوى (طشاش .. طشاش)...
بينما صاحب الصوت يحاول ان يحشر نفسه فى المكان الضيق الذى جلس فيه عم احمد لعله يعرف سر هذا (التمحن) وهذا الوضع الحزين او هذا التفكير العميق من شيخ اكل عليه الدهر و شرب ، و بالت على راسه طيور الحمام ، فنظر الى عم احمد ، بعد ان عصر نفسه عصرا.. فقال عم احمد:
مالى اراك مثل جيلك لا تبحثون عن الوساع .. دائما تحشرون انفسكم و تتلذذون بذلك.
رد عليه صاحب الصوت:
جيلنا لم تتركوا له شيئا ليفعله ..لقد قمتم بكل شئ .. ما عسانا ان نفعل.. بنيتم المسجد صليتم وصلينا.. و المسجد يسع ابناء ابنائنا.. النادى و قد شيدتم .. المستوصف وقد أسستم .. و هذه المدارس تشهد لكم .. و تلك الزراعة و هذا الجدول الممتد .. جدول الشريفى ..الماء و قد شربناها .. ماذا نفعل ؟؟ .............................نحن (نتمردغ) فى خيركم يا عم احمد..
تنهد عم احمد .. بحرقة.. بالم.. بغيظ.. اهـه طويلة خرجت من عمق الماضى .. ماضى القرية .. ماضى اجيال سبقت عم احمد واجيال لحقت بعم احمد و اجيال لا يرى عم احمد انها امتداد لهذه الاجيال التى بنت هذه القرية طوبة طوبة .. و قشة و قشة ..
اندهش صاحب الصوت عندما سمع عم احمد يترنم بصوت جميل متهدج :
ياقمارى ابنى عشك قشة قشة...........
فقال له مغتبطا :
اسمع صوتا جميلا يريد ان يبنى و جسمك لا يتحمل الا ان يبنى له مرقدا فى الدار الاخرة .. وانت تغنى لسيد خليفة:
قال عم احمد:
او تعرف سيد خليفة؟؟؟ يالك من شاب .. كنت احسبك كالاخرين لا تعرف غير محمود عبد العزيز و معتز صباحى..
كاد ان يقفز من مكانه عندما سمع عم احمد يذكر هؤلاء الفنانون فقال له مندهشا:
عجوز و مثقف..
فقال عم احمد .. و هو يضحك .. هكذا بنينا هذه القرية التى تتمتع انت و امثالك بما فيها .. و لا تكلفوا انفسكم حتى ان ترمموا اثار الامطار و الحر و الصيف ...تغنينا و طربنا لسرور .. و استمتعنا بقيقم و عطية و حاج الامين.. و عرفنا سيد خليفة و فرفور... اولاد حاج الماحى و معتز صباحى..هذه هى العكد .. القرية التى حسدها الكثيرين .. انظر يا بنى .. و مد يده بعيدا و العصا من خوفها من هذه الحركة الفجائية ارتمت على الارض هلعا..
كانت العكد هناك .. هناك .. بيوت تراصت بعيده .. هنا و هناك .. هناك كان بيت عبدالواحد .. و هناك كان بيت ....
. فقاطعه صاحب الصوت و ماذا يعنى هذا؟؟؟؟؟
فال له عم احمد .. بيوت لا تستطيع ان تحصيها على يدك الواحدة .. الجمرة الواحدة البولعها زول فى الصباح بتوقد لكل ناس الحلة نيرانم ، رطل السكر كان بيسقيم كلهم..
اندهش صاحب الصوت :
رطل سكر يا عم احمد!!!!!!!!
ايوة .. النفوس كانت طيبة .. كانو بيت واحد..
و دلوقتى .. عاين انظر ... ديك حلتنا .. بيتى بقيت ما قادر اصله .. زمان كان شارع واسع يشيل لوريين ، دلوقتى الناس الطمع عماها حتى الشارع لحقوهوا .. قالوا المعتمد منعهم ..سلامات يا معتمد.. ضحك عم احمد .. ديل ناس ما بعرفوا حق الجيرة.. بيعرفوا حق المعتمد..
شوف دلوقتى بنينا فوق الظلط .. و النمر بقيتوا تشتروها بالقروش و القروش ما عندكم .. و دايرين تعمروا ...
ايدنا كانت واحدة.. بنشيل و نخت .. نشاكل و نضارب..لكن كان ما عندنا غير هدفنا الجينا ليه...كانت عندنا الشجاعة .. فى ناس ربنا سخرهم لينا و نحن مشينا وراهم ما ضيعونا.. الواحد فيهم يقيف فى صلاة الجمعة و يقول يا جماعة دايرين نسوى و دايرين نسوى .. يقوم دا من هنا و دا من هناك ، واحدين يشاكلوهوا وواحدين يقيفوا معاه... ما بنخاف من الناس و ما بنخاف من الحكومة و الدايرنوا بنسويهوا .. و بنينا عكدنا قشة قشة و طوبة طوبة .. انتو سويتوا شنوا؟؟ اتعلمتوا .. نحن ما اتعلمنا..قريتوا ...نحن ما قرينا .. لكن اتخن تخين بنقعدوا فى مواعينه..و البيرفع راسه بنقطعوا ليه ما يقول لى انا فلان و عندى و ما عندى .. العندوا ليه براهوا.. و الداير يقعد فى الواطة اليجينا.. عاين الفصاحة .. جيت و انحشرت هنا .. ضايقتنى و ضايقت نفسك...
فما كان من عم احمد ومن ضيقه الا ان انتهر صاحب الصوت:
قوم قامت قيامتك.. حشرت نفسك فى المكان الضيق .. الما بشيلنى و لا بشيلك ..و جاينى تسالنى ليه واضع راسى هكذا .. من حالكم.. ماشايفين نفسكم .. نحن بنينا .. انتوا سويتوا شنوا؟ نحن اسسنا .. و انتوا...
تتلموا و تتفرقوا .. و النتيجة.. الجامع داير ترميم .. و النادى داير نشاط.. و المدارس دايره اثاث...دايرين نضحك فى ليلة قمرة ..وانتوا ما عندكم شئ .. و دايرين الناس يسولكم....
قام صاحب الصوت خجلا من جانب عم احمد و هو يردد فى نفسه:
و الله عندوا حق..نحن ما سوينا حاجة .. لكن نسوى شنو؟؟؟؟
فهل يا ترى انتم كصاحب الصوت ترددون لكن نسوى شنو؟؟؟
اسف لتداخل الداريجية .. و لعل بعضا منكم لا يفهم بعض الكلمات مثلى انا.........

آآآآآآآآآآآآآه وأأأأأأأأه وآآآآآآآآآآآآآآه
ووأأسفاه على هؤلاء الرجال الأبطال الذين بذلوا وما بخلوا من أجل رفعة العكد وحقيقة نسأل أنفسنا ماذا عملنا لهذه القرية المعطاءة وما الذي نريد أن نعمله :-
أنني أظن بأن العكد ليس في حاجة لنعمل لها لأن كل ماهو ضروري وأساسي فقد عمل والمطلوب ؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف نحافظ على هذا الأرث والعظيم والمرافق الحيوية ؟؟؟ وكيف نقوم بتطويرها ورعايتها وتنميتها وإثراء ميادينها لنحافظ على ذات الطريق الذي شقوه لنا أجدادنا وأبائنا ........
فكيف ... وكيف ........ السبيل لتحقيق ذلك ...... فكل واحد يسأل نفسة ولوا كان يحب العكد أكثر من أولئك الرجال فسوف يجد الحل ليعمل من أجل العكد....

أحمد مجذوب يا سلام على هذه الطريقة الحاذقة في الطرح هكذا يفعل المبدعون عندما يقومون بطرح الأفكار ولا نخفيك سراً فنحن مثل حال ذلك الذي طأطأ رأسه خجلاً لأننا بقدر ما أخذناه من العكد بقوة لم نعطيها ما تستحقه وما يجب أن تأخذه منا على استحياء فنحن الغافلون دوماً نظن أن الأشياء هي الأشياء فلتكن كلماتك هذى قوة دافعة لنا وللشباب لكي نسهم في الكثير من الخدمات ونسمو بها ونحقق الشعار العكد الهمم والصعود إلى القمم لك بالغ الشكر

اعرف أنك اخي احمد قد بعدت عن العكد سنين عددا ولكن ماتحكية من سرد لواقعنا يتبادر الي الذهن وكأنك مقيم بيننا في قريتنا الحبيبة وهذا لا يتأتى الإ من شخص قد وجه جل همه وتفكيره تجاه قريته يرد الاصلاح وشحذ الهمم ما استطاع الى ذلك سبيلا..
ان المشكلة التي يعاني منها الجيل الحاضر يتحمل الاباء جزء كبيرا منها فمع احترامنا لهم فقد اوفيت وكفيت في حقهم اخي احمد وجاء ذلك على لسان العم احمد ولكن هل سأل العم احمد نفسه يوما لماذا هذا الجيل هكذا.. هل لأنهم كسالى؟ هل أن العكد ليست من اولويات تفكيرهم؟ هل؟ هل؟
نحن جيل الحاضر حاولنا مراراً وتكراراً تقديم وجهة نظرنا في شتى المشاكل التي تهم قريتنا ولكن لا نجد آذان صاغية بل اذا حاولت النقد الايجابي تسمع مالا يسر. فالى متى لاترى أفكار هذا الجيل النور ونظل نواجهة بالتهم ولا ننكر أنهم تعبوا واسسوا لنا ولكننا نريد أن نطور ما أسس ونضيف المزيد فهلا أُعطينا الفرصة...

نعم ماذا فعلنا وحال السنتنا يقول هكذا مذا قدمنا
انا اقول لكم
قدمنا كثير الكلام
وقدمنا المقترحات
وقدمنا ماوجد الاستنكار من الكبار
هذا مااعتقده انا
ومااعتقده انا اننا لم نقدم شى سوى اننا اخرنا
وخلقنا فجوة بين الاجيال التى مضت والاجيال القادمه
هى اننا نفكر ونقرر ونقرر ان لانفل مانفكر فيه
وبصراحه اخ خالد عم احمد عندو مثل بقول
السواء ماحداس
يعنى بكل وضوح عم احمد يفكر ويعمل مباشرتا
فكر اتخذ القرار نفذ بدون كثرة حديث
نحنا جيل يحب الكلام ويحب ان يصطاد فى الماء العكر
انا لم اسمع بشخ اراد ان يقدم خدمه او شئ تنتفع به القريه
وقوبل بالرفض او هو قام بعمل غير مقبول فيه كفكرة رغم الرفض الذى قوبل به كفكرة
وحينما قام بذلك العمل وكان العمل ناجحا قج اعترضه شخص او انتقده
ياخالد نحن كلونا اخطاء نحتاج لاصلاحها وتقويمها
وبعدها سوف نصل الى مبتغانا
هذه لوحه بائسه بريشة الفنان احمد مجذوب نريدها رسما ايها الفنان وقصة معا

ياه عليك ياابوحميد
ياه عليك
طبعا بدون تعليق .. راح ولن يتكرر ياللحسرة والدموع
بدون تعليق يااحمد والحال يغني عن السؤال ..