عباس الطيب .. (الخال) ..الضيافة و الكرم

عباس الطيب عبد الرحمن ابراهيم (الشكولابى) نسبة الى اهله و عمومته بالهودى بنهر عطبرة .. الاخ غير الشقيق لمجذوب المبارك والدتهما الحاجة زينب بنت مختار حاج سعد ..
كغيره من ابناء العكد من جيله لم يتلق تعليم نظاميا .. و كغيره من ابناء جيله بددا هذا الظلام .. من السكة حديد و تنقلاتها فى ذاك الحين استمد كثيرا من تعليم الحياة ، امتهن حرفة النجارة فكان من اميز النجارين المهرة اللذين اخلصوا لها .. فكان صانعا يجيد حرفته بمهنية عالية ..
و بين الدامر و عطبرة .. حمل الركاب على عربيته (لا اذكر ماركتها) و لا موديلها و لكنى اذكر مكابدته و مجاهدته فى يوم يبدأه بالسكة حديد ثم محل ورشته بالمنطقة الصناعية و ميدان فريق العكد و فى المناسبات الخاصة سباق الدراجات، فقد كان رياضيا مطبوعا.. حاز على العديد من الجوائز و الكؤوس فى رياضة سباق الدراجات كما وانه كان لاعبا لكرة القدم و ركنا اساسيا بالفريق ،و له الكثير من الصور التذكارية مع العديد من المسؤولين .. و تحتفظ سكرتارية النادى بعدد من الكؤوس التى فاز بها ..قدم ناديه بالعكد الكثير الكثير .. و كان له محبا.
و بين هذا و ذاك .. اثر الاغتراب ، و لم يكن فى حاجة له ،الى اليمن السعيد شد الرحال ثم الى ليبيا .. و استقر به المقام وطابت له الحياة بالمملكة العربية السعودية بمدينة تبوك .. فكان من اوائل المغتربين من ابناء العكد.. و بسببه قدم العديد من اهله و ابناء عمومته الى السعودية..
جميع السودانيين المقيمين بتبوك و بغيرها من المدن لا يعرفونه بغير( الخال) فقد كان اللقب الذى اشتهر به لان الخال والد ، فقد كان خالا للجميع و بالتالى كان والدا للجميع.. و نعم الخال و نعم الوالد كان...
الخال عرف عنه الكرم والبشاشة و المودة لجميع من دخلوا بيته او التقاهم بالشارع .. حتى السعوديين كان لهم نصيب من الخال .. و بالخال كانوا يلوذون ...
منذ ان كان بقريته و قبل ان يعرف الاغتراب .. يشهد له شهر رمضان بكرمه و سعته على جيرانه و اهله .. يشهد له الثلج الذى كان يجلبه من عطبرة فى وقت كان رمضان فى عز الحر و الصيف ..فى زمن لا تعرف فيه الثلاجات بالعكد ... و تشهد له نخلاته بالهودى التى كان يجود بتمرها على اهله و جيرانه و قليلا ما كان يبيع منه جميع السودانيين فى تبوك يعرفون جيدا من هو الخال فقد كان علما على راسه نار يهتدى بها كل من دخل تبوك و سكن بها .. بيته كان الجالية الشعبيه للمقيمين ..
تشهد له موائد رمضان التى كان يقيمها فى بيته من اول يوم فيه الى اخر يوم فيه .. هذه الموائد التى كانت تشبع جميع من اكل فيها .. لا يقل اليوم اللذى يشهده صائمون عن عشرين رجلا وهو عدد قليل .. يشهد له الضيوف اللذين كانو يترددون على بيته .. منذ صلاة الفجر و الشاى و الزلابية و حتى بعد صلاة العشاء .. حيث يكون العشاء .. و هذا امر ليس محصورا فى يوم دون اخر بل على امتداد الاسبوع ... لان بيته كان الخيمة التى يستظلون بها .. و اليها يسكنون و يامنون...و الجمعة و ما ادراك ما الجمعة .. كل من يريد رجلا يعرف انه سيلتقيه فى منزل عباس الطيب (الخال) .. حيث يلتقون و يجتمعون ..و يتفاكرون من غير سابق لفاء او وعد..
و تواصلت اعماله للخير .. لا يقصد الا وجه الله ، قام ـ رحمه الله و تغمده بواسع رحمته ـ بانشاء و تشييد مسجدا لاهله بقرية الهودى حتى يحرضهم على الحرص على الصلاة و الجماعة فهو المسجد الاول الذى يشيد فى هذه القرية (الهودى)
كان بسيطا فى حياته ... متواضعا .. بشوشا مرحا.. يتعامل بنيته البيضاء و بقلبه الابيض .. و ما اكثر المواقف التى كان يتحدث فيها بسجية و تلقائية .. بعضا منهم كان يزعل .. و لكن سرعان ما يفهم ان هذا الكلام ليس مقصودا منه اساءة .. فيرجع .. لهذا لم تجد ان لهو عدوا يجاهره العداء او يكيد عليه...
كان مقصدا لكل من واجهته مشكلة عمل مع كفيله .. فقد كان ملاذا و حلال للمشاكل .. كان السعوديين يهابونه و يعلمون له الف حساب..
عرف فى حياته كيف يصل الى قلوب الناس ببساطة و تلقائية فقد كان يجيد فن التعامل مع الاخرين دون تعقيد و دون قيود...
عرف كيف يصل الى الحكام و الى المسؤليين ليس لانه كان طالبا لجاه او مال او سلطة ، بل ليعين اخا لجا اليه .. فى السودان جلس مع كبار القادة و المسؤولين و حتى فى اخر زيارة له للسودان قبل وفاته .. اصبح يتردد على مجلس امير تبوك و الذى كان يناديه من حين لاخر ، اكرمه هذا الاخير بان امر بان يدفن فى مكة المكرمة ، و لم يكن و ما زال مسموحا لغير اهل مكة ان يدفنوا فيها ..
كانت له احاديث و نوادر تجذبك لكى تلتقيه مرة اخرى ... فى مصر تحدث الى اذاعة ركن السودان .. و فى الخرطوم اجريت معه العديد من اللقاءات الصحفيه اخرها قبل وفاته بشهور عند اخر زيارة له بالسودان
عباس الطيب ليس من البساطة ان تعدى على سيرته .. فللرجل مواقف يذكرها كل من تعامل معه
عباس الطيب رمزا افتقده ابنائه و اخوانه بمدينة تبوك .. والعكد
هذه عجالة فى سيرة حياة الرجل اخذناها كرؤؤس مواضيع لعل ابنائه من الذين عرفوا ان يكتبوا لنا شيئا عن سيرته التى لا نعرفها .. و لا اعتقد ان له اسرارا فقد كان كتابا مفتوحا
و لعلى لا انهى قبل ان اذكر الحاجة حليمة حميدة .. التى اعانت زوجها فكانت خير المعين .. تحملت ضيوفه المية دون ان تنتظر مساعدة من بنت او زوجة ابن .. تعد الموائد و تنتظر من يحملها ..و ياكلها.. تصنع الزلابية بالجرادل .. منذ صلاة الفجر .. و قبل المغرب.. يدها لا تعطيك القليل و الكيل عندها مكيالين ... حتى لو تغديت فى طعامها و هى تعلم و عندما تدخل عليها لتسلم .. اعرف انك لن تخرج قبل ان تاخذ سندوتشا ياكله اثنان او ثلاثة ..
فبيت عباس الطيب فى حياته و بعد مماته لم يتغير .. الحاجة حليمة تحفظ ماثر زوجها .. و ابناؤه على العهد ماضون ..
الا رحم الله عباس الطيب بقدر ما ساعد و اعان
الا رحم الله عباس الطيب بقدر ما فك ناس من مشاكل
الا رحم الله عباس الطيب بقدر ما اكرم الصائمين و افطرهم
نسأل الله له الرحمة و المغفرة و حسن الثواب و ان يجعله مع الصديقين و الشهداء و حسن اؤليك رفيقا

الرحمة والقبول لفقيدنا الوقور العم عباس الطيب والبركة بابنائه وانجاله الذي يزينون كل الساحات سيما وساحة هذا المنتدى
تخريمة :
كانت لي علاقة خاصة بالعم عباس الطيب وهو راجل نكتة وبشوش جدا له الرحمة وليك التحية (ياعم احمد )

الى احمد مجذوب مع التحية لا اعرف كيف اشكرك عاى الموضؤع الذى اثرته حؤل والدنا عباس الطيب له الرحمة فلك منا كل الشكر والعرفان وهذا ليس بجديد عليك فى عالم الكتابه فانت تستطيع ترويض قلمك انا شت فلك التحية والاحترام والتقدير من كل ابنا المرحوم وانت احدهم