إحدى عجائب الخرطوم السبع: وردتني من صديق ‏

وردتني هذه القصة من أحد الأصدقاء، وهو أيضاً تلقاها عبر الإيميل وربما يكون الأمر مجرد تندر لا أدري دونك هذه الطرفة العجيبة:
استئجار (نائحات) في المآتم هي إحدى ظواهر عديدة اجتاحت المجتمع السوداني الذي تسارعت فيه عجلة التغيير في السنين الأخيرة. هذه الظاهرة تناولها بطرافة.. كتاب (عجائب الخرطوم السبع):

لفت نظري قبل ثلاثة أسابيع مضت في منزل ضخم واسع بوسط الخرطوم حيث ذهبنا لتعزية صديق في والده، لفت انتباهي مرور امرأتين في حالة بكاء وعويل وهما تدوران حول المبنى الداخلي وبالتفرس في وجهيهما وسحنتيهما أيقنت أنهما ليستا من أقارب المرحوم ولا حتى من معارفه، ولما اشتد بي (الشمارJ) سألت أحد أقارب المرحوم من الشباب عنهما فقال لي: ديل يا عمو (بكَّايات J) يعني ببكن بالقروش، المستطيع يأجرن طوال أيام المأتم والعاجز يكتفي باليوم الأول فقط!! لاحظ العاجز دي.. J!!

تحضر النائحة (البكَّاية) إلى منزل العزاء وتطلب السي في، أي السيرة الذاتية للميت من زوجته أو ابنته الكبرى:

· العمر: 70 عاما.

· المهنة: ضابط معاش وله وكالة سفر وسياحة.

· المستوى التعليمي: دبلوم الحربية زائدا بعض الكورسات في الترجمة والحاسوب.

· أسماء أكبر الأبناء والبنات: فيصل، أحلام، رابحة ثم عواطف.

· هل قام بأي عمل بطولي: نعم.. محاولة انقلابية فشلت في فترة الرئيس نميري.

تأخذ النائحة المعلومات وتعقد اجتماعا عاجلا بزميلاتها وبعد التداول يخرجن للملأ وهن يرددن: الليلة ياب دقناً دايرة وخدوداً نايرة وقدرتن فايرة وشيكاتن طايرة- كتلنا فيك الليلة يا أبو أحلام يا الشالوك للصالح العام وحكموا عليك بالإعدام – ما دايم إلا الله ووووووووووووووووووووووووب وأحييييييييا.. الليلة يا السايق الكراون يا أب مدفعاً هاون وينك لينا؟ أوروروووووووووووووووك.. وهنا يهج البيت ويفور بالعويل والنواح وتميل النائحة يساراً ثم تنحني ضاغطة بيدها اليسرى على أنفها ثم تنظر إلى ابنته الكبرى نظرة ذات فحوى ولسان حالها يقول: لقيتيني كيفJ؟ وتواصل في الوصف وتعديد مآثر الفقيد: الليلة يا الساكن ديم لطفي أب كلمة تشفي الما متزوج عرض زايلة وخربانة (يعني مازول دنيا)، البجيك بتجبرو والواقع بتشيلو يا السايق الباجيرو.. مو دار عمار فقدتك السكرتيرة والطربيزة المستديرة والمرسيدس الخنزيرة خليتنا لمنو ياخووووووووووي يي يي يييي إهيء ؟! لاحظ العربة قبل دقائق كانت كراون..!!

بعد ذلك تذهب النائحات إلى غرفة قصية حيث يؤتى لهن بالثريد والإدام والبارد والساخن وعند الانتهاء من هذه المأدبة تنقد البنت الكبيرة النائحات مبلغ 300 ألف جنيه وتقول لهن همسا: ضروري حضوركن بكرة المغرب عشان ناس السعودية والبلد جايين.. كويس.....!!!!

و الله حاجة عجيبة .. لكن اهلنا بقولوا (البكا بيحرروهوا اهله).. عجيبة و الله

"هههههاي" احمد الشريفي كلامك صاح البكا بحرروه أهله لكن طالما في ضحاكات كمان المستأجرين بحرروا البكا والضحاكات مصطلح استحدث في تسعينات القرن الماضي والمقصود به النقد وأكيد انت ما حاضر هذه المصطلحات كما أننا أيضاً نشعر بالدهشة من بعض المفردات المتداولة الآن في البلد

الأخ الناصرابي كل الشكر على هذا الموضوع الذي يذكرني بالمثل العربي (( ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة )) فمن عادة بعض نساء العرب بل وحتى العرب أنفسهم تأجير امرأة في المآتم لكي تهيج الباكيات اذن هي عادة عربية فكما قال الشاعر :

فمنهن أمي وابنتاها وخالتي *** وباكية أخرى تهيج البواكيا

والبكاء المزيف أو ( التباكي ) صنعة نسائية قديمة قدم الزمان وليجدن لي بنات حواء العذر في ذلك وكما في المثل الإنجليزي :«لا شيء يجف بسرعة أكثر من دموع المرأة». ولكن هناك صدق منهن كالخنساء وصفية بنت عبد المطلب خير مثال على ذلك ,,, فقط أخي بدر الدين ( التباكي ) محمود عندما يكون من خشية الله امتثالا لقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ليحض الناس على البكاء , " أبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا" وقيل عن دموع المرأة الكاذبة «دموع التماسيح» لأن التمساح كاذب في دمعه، ودمعه ليس من أثر حزن، بل هو نتاج طبيعي عند أكله لفريسته بفكيه وضغطه عليها، فتظهر دموعه . احد أقاربي عمنا احمد حسن عبد الرحمن الشكولابي من أهالي نهر عطبرة ( الهودي ) وهو مغترب بالسعودية ذكر لي انه يتمنى أن يموت في السودان لان الموت هناك شئ آخر تشعر كأنك عريس خصوصا عندما يطلع (عنقريب الجنازة ) تشيع وبكاء حار ودموع وعبرات ولكنني أقول لقريبي هذا الميت سواء بكوا عليه أم لم يبكوا فقد أفضى إلى ما قدم فقط المفيد من هذا المشهد موعظة بليغة خير من ألف درس وألف محاضرة ربما نتعظ بذلك شهورا ,,, ولكن بعد الذي ذكره أخونا بدر الدين لا ادري ما الذي حصل هل تغيرنا نحن أم تغيرت المشاعر ولك تحياتي وتقديري

والله يا الناصرابي حكاية عجيبة
دي تقليعة جديدة دي
وقلت لي السي في عديل كدا عشان يحبكو النوني (( البكاء في البكاء ))
تسلم على عجائبك يا عجيب

قصة واحلى حصه بالله بكايات عديل كده حكايه عجيييييييييييييييييييييييييييييبه

والله عجايب وغرائب ياناصرابي
والواحد كل يوم يشوف ويسمع حكاية وحكاية

مشكور يا بدر
ياخ سبحان الله معقووووول الناس وصلت الدرجة دي ؟

أخي الفاضل أبو خالد "الصادق عباس" ما أمتع تعليقاتك وما أفيدها، والله إنك لتحبب المرء إلى المزيد من المشاركات حتى يستخرج منك هذه الدرر لله درك وبارك الله فيك على هذا الاسترسال الجميل

الأخ الحبيب دوماً عوض محمد أحمد شكراً على المرور الجميل، والشكر أيضاً موصول إلى الأخ محمد ذلك المتلألأ وذاك النجومي الذي يسبح أيضاً في فلك العكد أين خطبك الجمعة يا ود النجومي تعودنا وتهرب

والله ياأخ بدر الدين دى مشى من عجائب الخرطوم السبع دى السبعين عديل
((تخريمة)) أتذكرت أحدى قصائد حلمنتيش التى يقول فيها الشاعر الحلمنتيشى :
كان الموت بالأجرة يفوت كنتو تأجرو زول علشانكم يموت
وأصلاً اكان الميت ماحرقن ذى مابقولوا أهلنا ما ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن ( والله الحكاية رزق للمساكين ديل)

والله ياودأختي ناس الخرطوم ديل حيرونا عديل
الله يستر يابدر المثل بيقول عيش كثير تشوف كثير
برضو أحسن من ناس هنا في (السعودية) مراسيم دفن الجنازة بتلاقي مع الجنازة يمكن شخص او أثنين بالكثير
ولك تحياتي

مشرف عدد المساهمات : 331 تاريخ التسجيل : 16/02/2009

والله يابدر دي قصة غريبة ولسا الغريق قدام ياما نحيا ونشوف..
لكن بيني وبينك هو مادام زول ماحارقم دافعين عليهو قروش ليه وبي مناسبة دفع القروش دي في واحد حكى لي قصة اغرب من حقتك دي كتير..
وهي انو في واحد عمك كبير في السن شوية وبعدين مرقد في مستشفى خاص من الدرجة الاولى وفجأة اخذت انفاس عمك تعلو شوية شوية نادو الدكتور قال ليهم الزول دا في مرحلة احتضار.. قامت بتو الكبيرة وقالت هسسسسسسي نسفرو مصر يمرق روحو هناك انتو عارفين السبب شنو قالت نحنا ناس فلان الفلاني ولازم ابوي يموت موته محترمة يعني يجيبوهو من برة وبي طيارة والناس ترجاه وكمان في تابوت مايشيلوه في عنقريب زي الناس ... سبحان الله
المهم ماكان من اخوانها الا ان نفذوا لها ماتريد فكان فعلاً ما أرادت.. (ونست انو اكرام الميت دفنه)
دي قصة حقيقية عن شاهد عيان رايكم شنو؟؟؟ مش كان احسن تجيب بكايات...؟