صحافة اليوم سكان العكد: لانكاد نتنفس ::

سكان العكد: لانكاد نتنفس
مع كمائن الجير.. الربو ينتشر وهذه هي الاسباب (...)


الدامر - تحقيق: بابكر الحسن - سارة جاد الله

عثرت عليها (الرأي العام) في إحدى المستشفيات ،اصيبت بحريق في أرجلها بدرجة جعلتها تمكث كثيرا فى المستشفى، وعند السؤال عن اسباب الحريق إتضح انه عن طريق كمائن الجير بالدامر لعدم معرفتها بذلك وكونها حلت ضيفة بالمنطقة، تقول الحاجة مدينة محمد: ذهبت الدامر لمناسبة بالقرب من كمائن الجير، وطلبت من صاحب الكمينة بعض الجير اريد ان استعمله في إزالة الشعر من الجلود ودباغتها لاغراض حفظ الماء واستخراج السمن من اللبن، وصاحب الكمينة ارسل معى ابنته الصغرى ،وادخلت ارجلى فى جير من تحته نار هادئة، واحرقت رجلى، وبعدها صاحب الكمينة حضر إلىّ فى المستشفى وتأسف لما حدث واعطانى مبلغاً من المال... مندوب (الرأي العام) تجول بمنطقة كمائن الجير بالدامر للوقوف على سلبيات وايجابيات هذه الصناعة.

----
الجير هو كربونات كالسيوم محروقة في درجة حرارة (1000م)، فينتج عنه الجير الحي (أكسيد الكالسيوم) ويجب ان يطفأ قبل إستخدامه، وتتم عملية إستخراجه في كمائن بعملية تسمى (التكلس)، ومن ثم يخلط بالماء (كعملية إنطفاء) بما يسمى (الكلس)، وعندما يتعرض للهواء يعطى (جير حي)، ويستخدم الحجر الجيري في تحليل الجثث، وإزالة الشعر من الجلود، بينما يستخدم الجير الميت فى دهانات الحوائط، وصناعة الاسمنت، والبناء، وتكرير السكر وغيرها من الصناعات الكيماوية وتحلية مياه الشرب ومعالجة مياه المجارى.
وتتركز كمائن الجير في شرق السودان بمنطقة دورديب، ومنطقة الدامر بنهر النيل، حيث تتوافر المواد الاولية، وقد أثارت الكمائن بجانب مصانع الاسمنت بالدامر لغطا شديداً، في جانب التلوث البيئي على إثرها تم توقيف بعض مصانع الكيماويات، وادخلت بعض المعالجات بمصانع الاسمنت لتقليل آثار الغبار والادخنة المتصاعدة من مواد الوقود. وكمائن الجير احدى الملوثات للبيئة، وتقع في المنطقة الواقعة بين الشارع الرئيسى والسكة الحديد جوار مصانع الاسمنت بالدامر، ويرجع تاريخها الى عهود قديمة توارثها اصحابها أباً عن جد، فهى من الحرف التقليدية ذات العائد البسيط، كانت تجد سوقاً رائجاً فى الماضى قبل إنتشار الدهانات الحديثة، وتسهم فى توفيرالعمالة وزيادة الناتج ، لكن تظل أثارها البيئية هى الاشكالية الماثلة.
مهنة متوارثة
يقول فيصل بلة صاحب كمينة جير بالدامر لـ (الرأي العام): توارثنا المهنة من آبائنا واصبحت سبل عيشنا ولا نعرف وسيلة غيرها،رغم عائدها الضعيف وغير المجزى، ويضيف بلة: فى الماضى سوق الجير كان رائجا قبل عامين وقبل ان تظهر الدهانات الحديثة ومصانع البوهيات المتعددة، ويشير الى جلب الحجر الجيري من المنطقة الغربية للنيل ،وهو نفس الحجر الذى يدخل فى صناعة الاسمنت، وعن إختيار المنطقة وجدنا عليها آباءنا وواصلنا، حيث كانت بعيدة كل البعد عن المساكن ،والدخان آثاره بسيطة جدا ويتوقف على خبرات العامل الذى يقوم بالحريق، بتحكمه في تشغيل البلوفة التى تعمل فى إشعال النيران، والدخان ارتفاعه لا يزيد عن مائة متر، ومن المعالجات الربط على البلوفة والتقليل من كميات الوقود ،وقد جربنا الغاز فى الحريق ولم ينجح وهو مكلف كثيرا، اما الزيت الراجع فهو متوافر ورخيص جدا، وفى شرق السودان فى منطقة درديب يستخدون الحطب فى الحريق،وهذا عمل بدائى، ولا تخرج بضاعة للسوق نظيفة، وأثناء تواجد (الرأي العام) بالقرب من الكمينة المشتعلة فإذا بالوابور الذى يعمل فى تزويد اعين الكمينة بالهواء يحدث به عطب ولكنه كان بسيطاً ولم يتوقف كثيراً.
وعن ترحيل الكمائن الى المنطقة الغربية حيث يتوافر الخام ويبعد عن المناطق السكنية، يقول بلة: لا نمانع ابدا اذا وجدنا مواقع جديدة وتعويضات عن كمائننا الحالية.
لجنة التلوث
من جانبه يقول البروفيسور طلعت عيسى رئيس لجنة التلوث بولاية النيل لـ(الرأي العام): كنا نرمى اللوم بأكمله على مصانع الاسمنت عندما نرى الدخان يتصاعد، ولكن من خلال متابعاتنا اتضح ان الجير الميت الذي يوجد بين المصنع والشارع الرئيسى شرق السكة الحديد يلعب دورا ان لم يكن مساوياً لتلوث مصانع الاسمنت فإنه لا يقل عنه كثيراً، واضاف طلعت هذه تأثيرات إضافية للادخنة، واشار الى ترتيبات للقيام بزيارة للموقع والتقصى عن الحقائق من ارض الواقع، وقال طلعت: سيتم توجيه عدة أسئلة على القائمين بالعمل، لماذا تم اختيارهذه المنطقة بالذات؟ ومن اين تحصلوا على تصاديق العمل؟ويضيف :بدراسة الامر يمكننا تحديد حجم الضرر والآثار البيئية المترتبة على الانسان والزراعة والتربة والماء، ويقول: فى دراستنا نعتمد على الشفافية الكاملة ونملك الاعلام الحقائق حتى تعم الفائدة الجميع، واشار الى بعض المعالجات من ضمنها ترحيل الكمائن الى الضفة الغربية للنيل عبر الطرق الرسمية والوسائل المعروفة لمثل هذه المهن التقليدية ووضع أسس علمية لها.
العكد.. ربو وحساسية
طاهر كرار أحد السكان المتضررين بيئيا ويقع منزله على بضع مئات الامتار من الكمينة قال لـ (الرأي العام): تضرررنا كثيراً من الدخان الذى يخرج اثناء الحريق والذى يستمر الى يومين ويزيد، وتزداد آثاره عندما يكون الهواء الطبيعى ساكنًا فالدخان يعكر الجو مما يسبب ضيق فى التنفس والكثيرين اصابتهم حساسيات، إضافة الى الربو الذى يصيب الجميع. مواطن ثان بالمنطقة التقته (الرأي العام) اوضح ان كل سكان العكد يصابون بالربو والحساسيات نتيجة الآثار البيئية السالبة من المصانع والكمائن، واحتجاجاتهم لم تجد شيئاً، ويتحفظون تجاه الكمائن لان القائمين عليها من أهل المنطقة، وهنا يدخل الرياء وعدم المواجهة، وهذا إختصاص الدولة.
يقول عوض التجانى احد العمال لـ (الرأي العام): اعمل منذ عشرة اعوام فى كمائن الجير، نقوم برص الحجر الذى يتم إستجلابه من الغرب ونسلط عليه درجة حريرة عالية ونتركه ليومين بعد ان نطفيه بالماء، ونتركه يجمد ،بعضه يخرج (نيئاً) اى لا ينضج والغالبية تكون ناضجة تعبأ فى اكياس وتباع فى السوق.
لجنة الصناعة
من جانبه يوضح مجاهد مصطفى مدير الصناعة بولاية نهر النيل لـ (الرأي العام) ان كمائن الجير صغيرة الاحجام، تقوم بها عمالة تقليدية، ساعدت فى إستقرار المواطنين الى حد ما، ولكن الصناعات الصغيرة لايظهر أثرها الا اذا كانت فى شكل تجمعات، ويقول مجاهد: لذلك خططنا للمدن الصناعية بالولاية، واوضح ان العمل فى مجموعات يعود بفوئده على المواطن الذى يجد تسويقاً لمنتجاته كاكبر مشكلة تواجه المنتجين، وقال إن العالم اجمعه يقوم بتكتلات اقتصادية فى شتى المجالات، ويضيف: نسعى مع اتحاد الغرف الصناعية لتقديم ما امكن من خدمات، وفي السياق يقول: تقدمت لجنة الصناعة بالولاية بخطاب لوزيرالدولة بالصناعة من اجل القيام بالرقابة التامة بالتعاون مع مجلس البيئة كجهاز رقابى فى الولاية، بأن تتم الرقابة للمنتج من حيث الجودة والآثار البيئية، واضاف: نسعى للاستفادة من المشاريع الصناعية الصغيرة وإدخالها فى مشاريع التمويل الاصغر وعمل مشروع إستثمارى يصل رأس ماله إلى (250) مليون جنيه حتى يتطور المنتج ولا يكون رزق اليوم باليوم للعاملين فى هذا المجال.
مجلس البيئة
ويشير حاج عطوة امين المجلس الاعلى لترقية وحماية البيئة بنهر النيل الى مسؤوليات مجلسه فى منع التلوث البيئي فى كل الموارد الطبيعية، ويقول: قد تكون صناعة الجير واحدة من ملوثات الهواء الناتج من انبعاث ثانى اكسيد الكربون من الوقود المستخدم، وهو الزيت الراجع كأسوأ انواع الوقود، ويستخدمونه نسبة لصغر رؤوس اموالهم، ويضيف عطوه: قابلنا بعضهم وتحدثنا اليهم، وبوجود المجلس البيئى وشعروا بانهم يمكن ان تتم مساءلتهم، وبذلك قاموا ببعض المعالجات، لكننا نعتبرها غير كافية، وحولنا هذا الموضوع الى لجنة التلوث التى تضم عدداً من المختصين، وتشمل الأمن الصناعى والمواصفات وغيرهما، ومن المفترض ان تزور الموقع وتكتب تقاريرها عن الاثر البيئئ، وهل يمكن ان تتخذ فيه اجراءات، ام هى فى الحد المعقول والمسموح به.




[size=24]هذا ما جاء في صحيفة الرأي العام لليوم فنأمل أن يتعاظم الإهتمام في الحفاظ بكل ما نقدر لأصحاص بئتنا

هذا هو الرابط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]]

مشكور أخينا حاج حمد
الملوثات البيئيه التي تسببها المصانع المحيطه بمنطقتنا هي من المشكلات المقده جدا لإرتباطها بالإقتصاد والتنميه والإستثمار ونرجو أن لايكون ذلك علي حساب صحة اهل منطقتنا فلتتكاتف الجهود لحل هذه المعضله وأبسط هذه الحلول تركيب معدات حديثه تمنع التلوثات البيئه