لسلام عليكم
طبعا (الخال) كان رجلا بسيطا, ولكنه كان يتمتع بخيرة طويلة في التعامل مع البشر, ولي العديد من القصص معه, ومن ذلك أن إبني محمد وقد بلغ من العمر خمس سنوات وسبعة شهور لم أفلح في تسجيله في المدرسة, وكانت حجتهم أنه أصغر من السن النظامية وهي ست سنوات, وعبثا حاولت تسجيله ولجأت الى وسطاء في إدارة التعليم ولم أنجح, كان (الخال) يراقب الموقف من بعيد, مفضلا عدم التدخل حتى اصل الى طريق مسدود, وهذا ما حدث بالضبط, لذا فقد احضرت له كامل الملف ليتولاه كمحاولة أخيرة, وفي اليوم الثاني حضرت لزيارته في المساء وكنت وقتها اعمل في المدينة العسكرية واضعا في ذهني نسبة ضئيلة للنجاح وقبل أن أجلس بادرني بالقول (القلم ما بزيل بلم) وفهمت من هذا النقد أن تقدما قد حدث في الموضوع , قال أنه اصطحب محمد معه ودخل على مدير المدرسة وكان في مكتب المدير دولاب كبير لحفظ الكؤوس وشهادات التقدير والتذكارات ولكنها لم تتكن مرتبة بصورة جيدة, ففتح الدولاب دون أن يستأذن من المدير وقام باعادة ترتيب المحتويات والمدير ينظر اليه باندهاش, ثم جلس أمام المدير وسأله بطريقة هجومية: ( ليه ما قبلتوا الولد دا؟؟ دا أحسن من ولادكم, يعرف عربي وانجليزي) ثم طلب من الولد أن يقرا الحروف الأبجدية العربية والأنجليزية وأن يعد من واحد لعشرة بالعربي والأنجليزي, وقد تم كل هذا دون أن يعطي المدير أي فرصة للكلام, ثم عاد للحديث عن الدولاب وقال للمدير ( معقول دولاب بالشكل دا يكون في مكتب مدير؟؟)’ ثم واصل هجومه على المدير وقال له (أنا راجل كبير واقف قدامك..ما تقول لي إتفضل اقعد؟؟؟)
سارع المدير الى تصحيح الخطأ وهو لا زال في حال إندهاش ثم طلب الشاي, ولم تنتهي الجلسة إلا وقد تم إنهاء إجراءات قبول الولد ولم ينصرف الخال إلا بعد أن استلم الكتب...
وظلت كلمات الخال في ذهني (القلم ما بزيل بلم) توجهني الى ضرورة فهم فن التعامل مع الاخرين لأن مهارة التعامل مع الناس واختيار المداخل الصحيحة لإنجاز المهام شئ يكتسب بالخبرة من مدرسة الحياة